Don't join any of these group ISIS, Al Qaida, Al Shabab and Boko haram these are human traffickers

Monday, July 16, 2012

على أبواب رمضان.. أقليات تضطهد وأكثرية تباد!!








علاء معصراني

ها قد اطل يجلب معه الخير والرحمات، تتنزل الملائكة وتلهج الألسن بالدعاء، نتمنى فيه الموت علّنا نحظى بعفو الرحمن، وننتظر بفارغ الصبر انتهاءه ليبدأ عيد الفطر ويتلوه موسم الحج. إنه رمضان شهر القرآن وليلة القدر والعشر الأواخر. يبدأ هذا العام والناس في غيبوبة، واللون الرمادي طاغ على ما عداه ولا يشق صمت الحياة سوى نحيب الأمهات الثكالى يبكين أولادهن.

في بورما، في الصين، في الهند، في تايلاند، في إيران، في كشمير، في الشيشان وطبعاً في فلسطين جروح نازفة، مآق تدمع وأطفال يموتون لا لسبب سوى لأنهم ولدوا لعائلات مسلمة.

أما في سوريا فللمرة الأولى في التاريخ الحديث تتسلح قلة قليلة من سفهاء البشر لتقضي على الأكثرية، أكثرية ليست مسلمة فحسب بل أكثرية من مختلف الطوائف رفضت الظلم وانتفضت نصرة لأشلاء أطفال صغار قتلوا لأنهم مواطنون سوريون!!

في بورما تقوم الأكثرية الحاكمة باضطهاد أقلية مسلمة، يتفرج عليها العالم بعهر وفجور متناسياً مبادئ القانون الدولي الإنساني ومتغاضياً عن مجازر ضد الإنسانية. ومن بورما مروراً بالهند والصين وصولاً إلى أرض المشرق العربي تدنس مساجد وتقصف مآذن وتغتصب نساء وتذبح أطفال.. وما من ضمير لدى البشر! وكأن العالم قد أصيب بالصمم والعمى أو أن الإرادة الإلهية قد أحلت عليه لعنة غباء سترافقه إلى ما شاء الله.

ونصل إلى سوريا حيث تروي أنهار الدم أرض فلسطين، والفرات اصطبغ بالأحمر بعدما صبغه التتار بالأزرق، والعاصي انسكب قهراً في البحر المتوسط حرقة على ما يحصل في حمص وحماه. هناك ترى كياناً غاصباً اغتصب البشر والحجر ولم يدع حرمة لله أو الإنسان إلا وانتهكها. مواطنون مشتتون في أصقاع الأرض تجمعهم وطنيتهم وحبهم للوطن، وثوار في الداخل يضعون على صدر بلادهم أوسمة تشهد أن سوريا هي أم الرجال.

وفي السماء ترى الملائكة منهمكون بمواكب الشهداء لتفوح في الجنان روائح المسك والعنبر المتدفقة من جراح الأطفال. في سوريا نرى البوسنة والهرسك بإنتاج جديد ليس بنفس الضخامة، لكنه مميز فالقاتل أقلية والضحية أكثرية، في سوريا انقلبت موازين الحروب ولم يستطع القانون الدولي إيجاد حل للقضية، حتى الأمم المتحدة عجزت أمام ما يحصل وتخبطت من داخلها حتى باتت تشارك الأقلية في ذبحها للأكثرية، ولشدة انبهار العالم بات الارتباك سيد الموقف وبات من يقف على المنابر ويدين يظن نفسه خالد بن الوليد أو طارق بن زياد أو صلاح الدين!

انكفأت البشرية عن واجبها وباتت الأكثرية في سوريا أقلية، أقلية يقتلها حماة الديار وتشاركه في القتل دول الجوار، إما بصمتها ونأيها عن نفسها، أو بالصراخ والضجيج دون أي تحرك فعلي على الأرض، أو بالتآمر ودعم القاتل؛ ويشاركها العالم شعوباً وحكومات بصمت مدوٍ يؤرق نوم أهل البلد الذين ينامون على خوف من أن يستفيقوا في قبورهم، فيما تقوم دول أخرى وباسم المبدأ الذي لا تفسير له بالدعم المادي والمعنوي والدبلوماسي للجناة عندما تيقنت أن العالم قد تخدر ولم يعد هناك من بشر على قيد الحياة.

في سوريا بات إكرام الحي قتله!! ليس لأنه يستحق الموت لكن لأن الموت بات شرفاً والقتل بات ستراً.

يبدو أن رمضان هذا العام سيكون أكثر أشهر الصوم إحراجاً لنا منذ قرنين وستكون إفطاراتنا مغموسة بالدم ومآكلنا من لحم بني جلدتنا؛ ومن يدري فقد يكون صمتنا سبباً في عدم قبول صيامنا لأننا سكتنا عن اضطهاد الأقليات وإبادة الأكثرية.


Alarab Online. © All rights reserved.

5http://www.alarab.co.uk/index.asp?fname=\2012\07\07-15\823.htm&dismode=x&ts=15-7-2012%2011:31:05

No comments:

Post a Comment